[size=25]علمتني الغربة أن أنظر إلى الورد كلما ضاقت نفسيي ولكنها في نفس الوقت علمتني أن أبتعد عنه …
علمتني الغربة وافهمتني تلك القصة التي كانت تحكيها لي أمي وأنا طفله عن الصداقة فأدركت أن للصداقة حدود أبعد بكثير من مجرد كلمات تقال ..
علمتني الغربة أننا نملك أشياء كثيرة لكننا لا ندرك قيمتها
علمتني الغربة أن أكتم ألمي بداخلي وإن كانت ستفضحه عيوني فلعل الإنسان الذي آلمني في تللك اللحظة ليس هو الإنسان
الذي عرفته سنيناً
علمتني الغربة الكثير والكثير وكان من بين ما علمتني أنها أخبرتني من أنا ..
علمتني الغربة معنى اني عراقيه
علمتني ان الانسان (في الوقت الحالي) لا يهمه الا مصلحته
علمتني ان الموت ألف مرة فوق ترابك يا عراق اهون من التفكير بالخروج خارجك..
فإن الغربة في كل حرف منها حرقة قلب مشتاق
وحنين ... وألم ... وعذاب
الغربة كربة كما يقال ولكن فيها يتعلم الإنسان المحال
و يقدر قيمة تراب أرضه ..
علمتني الغربة وما اقساه من تعليم
ان تحس بانك وحيد في وسط الكل فيه يرغبك ولكن كل لمصلحته
علمتني ان ارى صديقي في الوطن عدوي خارجه
كل هذا لا يساوي دمعة عين من امي لفراقي..
.................................................. ......
عندما يكون العاشق غريبا والمعشوق وطنا
يصبح للحب طعما آخر
للغربة مذاق مر لا يدركه كنهه إلا من تجرع من كأسه
وذاق لوعا ته وغض بآهاته
للغربة نصل يتغلغل إلى أن يصل إلى
العمق فيصبح الجرح في الأعماق
وعندها لا نستطيع إيقاف النزيف
للغربة سياط تترك آثارها على ا أجسادنا
وأرواحنا و نظارتنا و أنفسنا . فلا نستطيع
الخلاص منها أبدا الدهر . لتكون وصمة
على الجبين تعلن للجميع إننا لسنا سعداء .
للغربة آلام كآلام المخاض . تبدأ بسيطة ثم
لا تلبث أن تصل إلى قمة عدم الاحتمال ، يبدو أن الفرق بينهما ،
أن آلام المخاض تتبعها حياة روح ، وآلام الغربة يتبعها موت روح .
،
الحنين يعذبنا ، والبعد عن أرضنا يذبحنا من الوريد إلى الوريد ،
ونكون على يقين تام بأننا سنعود يوم إلى الوطن ،
سنعود إلى أحضان الأم الحقيقية التي أنجبتنا، إلى الصدر
الذي أرضعنا ونحن في المهد.
آآآآآآآآآه كم كان حنونا وعطوفا ذلك الصدر،
!
في الغربة تقتل الأحلام ،و تنتحر الامانى ، و يذبل القلب ، ويتجمد الإحساس ،
ارايت الزهرة أن قطفت واجتثت من أصلها ،فإما إن تذبل وتموت ، أو أن
تجف وتبقى جسدا بلا روح
[/size]